يعيشون شتاتاً بين الدراسة والعمل
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
يعيشون شتاتاً بين الدراسة والعمل
لم تخلف ظروف الحياة الصعبة ومتطلباتها الكثيرة سوى المزيد من الصعوبات والضغوطات التي أثقلت الحياة اليومية للناس, على نحو لن يكون غريباً أن تجد شباباً وشابات يجمعون بين الدراسة والعمل, وربما يغضون الطرف عن ساعات الدراسة لصالح ساعات العمل.. فغلاء المعيشة لم يستثنِ أحداً, ولكل ظروفه الصعبة التي تجعله تائهاً بين الجامعة والعمل, ولكل معاناته.
أحمد طالب في كلية الاقتصاد قال إنه يعمل لعدة ساعات, فهو وأخوه الأصغر الوحيدان اللذان يعيلان عائلتهما, إلا إن ساعات العمل تلك بدت طويلة وصعبة مع دخوله الجامعة, ولاسيما أن للجامعة كما للبيت متطلبات ومصاريف, ويضيف أحمد: (في البداية كان العمل على حساب راحتي الشخصية, إلا أنها سرعان ما أصبحت على حساب دراستي, فأنا لا أجد الوقت الكافي للدراسة, وليس أمامي حلٌ آخر..).
حيرة أحمد تجاه عمله, تزداد عند الشابة منى الطالبة في كلية الآداب, لعدم قدرتها على التوفيق بين ساعات عملها الطويلة والاستعداد لامتحاناتها لتجد نفسها أمام أمرين أحلاهما مر, كما تقول الشابة: (فإما أن أفقد عملي لأعطي وقتي للدراسة, أوالخروج من الامتحانات بنتائج غير مرضية..?!). تجزم منى أن الخيار في النهاية ليس لها, فهي لا تستطيع أن تترك العمل ولا تستطيع أن تتخلى عن دراستها.
وما تراه منى خيارين أحلاهما مر, يجده طالب الفنون مازن ضرورة لا بد منها, فدراسته تتطلب مصاريف أكثر من غيرها, وهي أيضاً تتطلب ساعات دوام أطول من غيرها ومحاضرات أكثر من الصعب التغيب عنها, يقول مازن: (طبيعة دراستي تحتاج الى ساعات دوام طويلة, ولظروفي المادية الصعبة اضطررت للعمل في وظيفة حارس ليلي, فكنت أدرس في وقت حراستي وأنام بعد عودتي من الجامعة..) تنظيم وقت مازن لا يعني بالضرورة راحته, فالشاب سرعان ما بدأ يعاني من الارهاق وصعوبة الجمع بينهما, وهي مشكلة عانى منها أيضاً الشاب خليل, الطالب في كلية الصيدلة, فهو يعمل بعد دوام جامعته مباشرة, ولكن إرهاق العمل لا يساوي شيئاً أمام معاناته مع أهله ف (دوام الجامعة فالعمل فالدراسة ترك فجوة بيني وبين العائلة, يقول خليل, فأنا بالكاد أرى أهلي أو أتحدث لأحد منهم وهذا ما يجعلني أشعر بالغربة عنهم).
دوامه والصعوبات بمجملها بدت بالنسبة لكثير من هؤلاء الشباب مجرد محطة ستوصلهم الى لحظة التخرج وعندئذ ستكون الشهادة التي يحملونها جسراً يعبرون من خلاله المستقبل الذي يتطلعون إليه, هادي طالب الطب يرى في التاكسي الذي يعمل عليه حالة مؤقتة, ف (حلمي بأن أكون طبيباً ناجحاً يعطيني العزيمة لأحتمل هذا الوضع).. يقول هادي, وبالمثل يؤكد مازن أن تحقيق هدفه في النجاح بمهنته بعد التخرج تدفعه لعدم المبالاة بما يعانيه من صعوبات الجمع بين الدراسة والعمل.
الأمل المرجو بعد التخرج من الجامعة عند البعض للتعويض عما عانوه من تعب ومعاناة بدا ضعفاً عند الاخرين, فالطالبة منى تساءلت: (ما الذي ينتظرنا نحن طلاب الجامعات بعد التخرج, وهل سنحظى بفرصة أفضل مما نحن عليه الآن, أم أننا سنلحق بمن سبقنا من المتخرجين الى صفوف البطالة أوالعمل بعيداً عن اختصاصنا..?). أما طالب العلوم محمد, والذي يمتلك المخاوف ذاتها من الغد المأمول, فقال: (لكي أدرس علي أن أعمل ولكن السؤال الذي نسأله أنا وأصدقائي لأنفسنا أي فرصة تنتظرنا بعد التخرج, وهل سيتحقق المستقبل الذي نحلم به..? في الغالب نحن نخاف أن نعيش الصدمة التي عاشها من تخرجوا قبلنا فهم الآن عاطلون عن العمل).
إلا أن محمد عاد واستدرك قائلا: (بكل الأحوال من غير المعقول أن أترك دراستي لمجرد التخمين وكل ما علي فعله هو متابعة التقشف والدراسة والعمل والصبر ريثما يتضح المستقبل).
بعيداً عن الظروف الصعبة بدا عمل الشباب أثناء الدراسة يحتمل أسباباً أخرى فالبعض استهوتهم متعة العمل أو التدريب المسبق على اختصاصاتهم الجامعية وآخرون أرادوا العمل فقط لمجرد الخروج من روتين الحياة العملية فضلاً عن البحث عن الاستقلالية الخاصة.
وعلى اختلاف أسباب العمل, واختلاف ما تخلفه من مشكلات وصعوبات وضغوط يبقى حلم نيل الشهادة والعمل وفق اختصاصها, هو الخلاص الوحيد من ازدواجية الحياة التي يعيشها شباب بين العمل والدراسة, وما يتهددها من أرقام البطالة المرتفعة.
أحمد طالب في كلية الاقتصاد قال إنه يعمل لعدة ساعات, فهو وأخوه الأصغر الوحيدان اللذان يعيلان عائلتهما, إلا إن ساعات العمل تلك بدت طويلة وصعبة مع دخوله الجامعة, ولاسيما أن للجامعة كما للبيت متطلبات ومصاريف, ويضيف أحمد: (في البداية كان العمل على حساب راحتي الشخصية, إلا أنها سرعان ما أصبحت على حساب دراستي, فأنا لا أجد الوقت الكافي للدراسة, وليس أمامي حلٌ آخر..).
حيرة أحمد تجاه عمله, تزداد عند الشابة منى الطالبة في كلية الآداب, لعدم قدرتها على التوفيق بين ساعات عملها الطويلة والاستعداد لامتحاناتها لتجد نفسها أمام أمرين أحلاهما مر, كما تقول الشابة: (فإما أن أفقد عملي لأعطي وقتي للدراسة, أوالخروج من الامتحانات بنتائج غير مرضية..?!). تجزم منى أن الخيار في النهاية ليس لها, فهي لا تستطيع أن تترك العمل ولا تستطيع أن تتخلى عن دراستها.
وما تراه منى خيارين أحلاهما مر, يجده طالب الفنون مازن ضرورة لا بد منها, فدراسته تتطلب مصاريف أكثر من غيرها, وهي أيضاً تتطلب ساعات دوام أطول من غيرها ومحاضرات أكثر من الصعب التغيب عنها, يقول مازن: (طبيعة دراستي تحتاج الى ساعات دوام طويلة, ولظروفي المادية الصعبة اضطررت للعمل في وظيفة حارس ليلي, فكنت أدرس في وقت حراستي وأنام بعد عودتي من الجامعة..) تنظيم وقت مازن لا يعني بالضرورة راحته, فالشاب سرعان ما بدأ يعاني من الارهاق وصعوبة الجمع بينهما, وهي مشكلة عانى منها أيضاً الشاب خليل, الطالب في كلية الصيدلة, فهو يعمل بعد دوام جامعته مباشرة, ولكن إرهاق العمل لا يساوي شيئاً أمام معاناته مع أهله ف (دوام الجامعة فالعمل فالدراسة ترك فجوة بيني وبين العائلة, يقول خليل, فأنا بالكاد أرى أهلي أو أتحدث لأحد منهم وهذا ما يجعلني أشعر بالغربة عنهم).
دوامه والصعوبات بمجملها بدت بالنسبة لكثير من هؤلاء الشباب مجرد محطة ستوصلهم الى لحظة التخرج وعندئذ ستكون الشهادة التي يحملونها جسراً يعبرون من خلاله المستقبل الذي يتطلعون إليه, هادي طالب الطب يرى في التاكسي الذي يعمل عليه حالة مؤقتة, ف (حلمي بأن أكون طبيباً ناجحاً يعطيني العزيمة لأحتمل هذا الوضع).. يقول هادي, وبالمثل يؤكد مازن أن تحقيق هدفه في النجاح بمهنته بعد التخرج تدفعه لعدم المبالاة بما يعانيه من صعوبات الجمع بين الدراسة والعمل.
الأمل المرجو بعد التخرج من الجامعة عند البعض للتعويض عما عانوه من تعب ومعاناة بدا ضعفاً عند الاخرين, فالطالبة منى تساءلت: (ما الذي ينتظرنا نحن طلاب الجامعات بعد التخرج, وهل سنحظى بفرصة أفضل مما نحن عليه الآن, أم أننا سنلحق بمن سبقنا من المتخرجين الى صفوف البطالة أوالعمل بعيداً عن اختصاصنا..?). أما طالب العلوم محمد, والذي يمتلك المخاوف ذاتها من الغد المأمول, فقال: (لكي أدرس علي أن أعمل ولكن السؤال الذي نسأله أنا وأصدقائي لأنفسنا أي فرصة تنتظرنا بعد التخرج, وهل سيتحقق المستقبل الذي نحلم به..? في الغالب نحن نخاف أن نعيش الصدمة التي عاشها من تخرجوا قبلنا فهم الآن عاطلون عن العمل).
إلا أن محمد عاد واستدرك قائلا: (بكل الأحوال من غير المعقول أن أترك دراستي لمجرد التخمين وكل ما علي فعله هو متابعة التقشف والدراسة والعمل والصبر ريثما يتضح المستقبل).
بعيداً عن الظروف الصعبة بدا عمل الشباب أثناء الدراسة يحتمل أسباباً أخرى فالبعض استهوتهم متعة العمل أو التدريب المسبق على اختصاصاتهم الجامعية وآخرون أرادوا العمل فقط لمجرد الخروج من روتين الحياة العملية فضلاً عن البحث عن الاستقلالية الخاصة.
وعلى اختلاف أسباب العمل, واختلاف ما تخلفه من مشكلات وصعوبات وضغوط يبقى حلم نيل الشهادة والعمل وفق اختصاصها, هو الخلاص الوحيد من ازدواجية الحياة التي يعيشها شباب بين العمل والدراسة, وما يتهددها من أرقام البطالة المرتفعة.
رد: يعيشون شتاتاً بين الدراسة والعمل
مشكور أخي ..
يا أخي الواحد وقت بدو يدرس على ضو الشمعة بيدرس ...
موضوع جميل ..
بإنتظار المزيد من يداك يا أخي ..
يا أخي الواحد وقت بدو يدرس على ضو الشمعة بيدرس ...
موضوع جميل ..
بإنتظار المزيد من يداك يا أخي ..
عاشق فلسطين- Admin
المدير العام - عدد المشاركات : 215
العمر : 32
العمل/الترفيه : تشجيع الروسونيري
نقاط : 205
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 05/03/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى